اليوم العالمي للمسنين
عمان -
يصادف اليوم الخميس الموافق الاول من شهر تشرين ثاني اليوم العالمي للمسنين الذي يعتبر مناسبة عالمية للتعبير عن حاجة هذه الفئة المحترمة المكرمة من البشر للعناية والاهتمام والرعاية لما لهذه الفترة العمرية من اهمية، خاصة وانها تشهد تغيرات صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية على مستوى المسن نفسه وعلى اسرته والمجتمع بشكل عام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما أكرم شاب شيخا من أجل سنه إلا قيّض الله له عند سنه من يكرمه )حديث شريف - رواه الترمذي .
وبهذه المناسبة وجهت وزير التنمية الاجتماعية هاله بسيسو لطوف تحية اكبار واجلال الى كل المسنين والمسنات في الاردن والعالم مستذكرة اسهامات كل منهم في البناء الحضاري والثقافي ودورهم في بناء الاوطان والاجيال وما تحقق على ايديهم من انجازات تعيش على اثارها الانسانية جمعاء .
وقالت لطوف انه رغم قلة نسبة المسنين الى عدد السكان حيث يعتبر الاردن من الدول التي يشكل فيها الشباب حوالي الثلثين من اجمالي عدد السكان بينما يشكل المسنين نسبة 4.2% من عدد السكان، فان ذلك لا يقلل من الاهتمام الرسمي والشعبي بالمسنين ومكانتهم الرفيعة المحترمة وكرامتهم الانسانية ويعود هذا الاهتمام الى الموروث الديني والثقافي والحضاري للامة الاردنية الذي يؤكد على اهمية كبار السن ومكانتهم في المجتمع حيث ان لكبار السن مكانتهم المرموقة اجتماعيا فما زالت ارائهم تحترم وتاثيرهم الاجتماعي والثقافي كبيرا، لان الكبار في الاردن ذوو تاثير في الحياة العامة بسبب النمط البنائي العائلي للاسرة الاردنية الذي يرفع من شأن العلاقات القرابية والاعراف السائدة التي تمنحه المسنين سلطة اجتماعية مهمة ويتجلى ذلك في تدخلهم الايجابي في اصلاح ذات البين بين الناس والسير في مصالح وخدمة المواطنين ويعتبرهم علماء الاجتماع انهم ما زالوا وسيبقون بأذن الله احدى الوسائل الهامة للضبط الاجتماعي وعامل مهم من عوامل الامن والسلم الاجتماعيين .
وأضافت لطوف أنه لا يخفى على احد دعم صاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والملكة رانيا العبد الله حفظهما الله للمسنين فقد شملت المكرمات الملكية المسنين بتامينهم صحيا بحيث اصبحوا يتلقون العلاج المجاني في الوحدات الصحية المختصة في وزارة الصحة او غيرها من المؤسسات مقدمة الخدمات الصحية وزيارات جلاليتهما المستمرة لدور رعاية المسنين والاطمئنان على اوضاعهما بشكل مستمر ودعم مؤسسات الرعاية الخاصة بهم .
واعتبرت الوزير ان من سمات الاردن الايجابية انه يعتبر من الدول المصنفة ضمن دول الهبة الديموغرافية البسيطة والتي يزيد فيها نسبة السكان القادرين على العمل بين عامي 2010 و2015 الى مانسبته 67% من عدد السكان وتستمر هذه الهبة لحوالي خمسة وثلاثون عاما، وهذه الهبة تمنح الاردن فرصة تاريخية لإحداث النهضة التنموية على جميع المستويات وتزيد من مخصصات الاستثمار في رعاية المسنين وتمكينهم اقتصاديا بسبب الوفر في العوائد التي توجه الى مزيد من التحسين في الخدمات الخاصة بكبار السن ، ويساند هذا الوضع من قدرات الاسرة في الاردن على الاحتفاظ بتماسكها الذي تمثل احدى صوره المكانه المميزة لكبير السن في العائلة.
وبينت لطوف ان المجتمع الأردني ، شأنه شأن المجتمعات الأخرى ،يوثر ويتاثر بالتعقيدات والتغيرات العالمية التي اصبح فيها بعض المسنين احيانا لا يجدون من يتفرغ لخدمتهم أو او العناية بهم من أفراد أسرتهم ، وبخاصة بعد تحول نمط الأسرة من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النواة وخروج كل افراد الاسرة للعمل والانتقال الكبير من النمط الريفي الى النمط الحضري في الحياة مع ما صاحب ذلك من هجرات من الريف والبادية الى المدينه والتغيرات الثقافية والاجتماعية التي تصاحب هذا الانتقال الثقافي والحضاري .بحيث تكونت لدى بعض فئات المجتمع اتجاهات سلبية تميزت بقدر واضح من عدم الاهتمام ، وتراجع دور الأب والأم لاسباب متعددة . وبات بعض كبار السن في ظل هذه الظروف في حاجة ماسة إلى من يقدم لهم الرعاية والاهتمام ، ويعمل على معالجة مشكلاتهم الصحية ، والنفسية ، والمعيشية .
اما عن المشكلات التي توجه المسنين فقالت لطوف ان المسنين يواجهون جملة من المشكلات اهمها المشكلات الصحية مثل إهمال المسنين أنفسهم ، ويظهر ذلك في عدم مراجعتهم للأطباء أو تقدمهم بطلبات المساعدة حتى تسوء حالتهم .رغم وجود الكشف الطبي الدوري.ومحاولة بعض المسنين علاج انفسهم بعيدا عن الإشراف الطبي رغم خطورة ذلك .وغياب الوعي لدى اسر المسنين حول أمراض الشيخوخة ،.والمشكلات الاقتصادية بسبب ضعف القدرة على العمل وبالتالي غياب مصادر الدخل أو قلته وبخاصة أنهم ينفقون الجزء الأكبر من دخلهم على الغذاء ، والمأوى وهذا بالضرورة يؤثر في الجوانب الأخرى من حياتهم كالاهتمام بالذات ، والترفيه ، والزيارات ، والسفر . واخيرا فان اخطر ما يواجهه المسنون هوالمشكلات في العلاقات الاجتماعية التي تشعرهم بالوحدة والعزلة وبخاصة عند فقد شريك الحياة ، وابتعاد الأصدقاء أو وفاتهم وعقوق الابناء او غيابهم او المشكلات مع الأهل والأقارب واقصائهم عن المشاركة في النشاطات الاجتماعية والمناسبات والحد من قوتهم كاداة ضبط اجتماعي .
وايمانا من وزارة التنمية الاجتماعية باهمية المحافظة على كرامة ومكانة المسنين وتوفير اكبر حد من الرفاه لهم اكدت لطوف ان الوزارة قد عملت على ايلاء هذا الجانب الاهمية التي يستحقها من خلال العمل المباشر على برامج رعاية المسنين من خلال تعزيز دور الأسرة في رعاية كبار السن وتحسين الاتجاهات الاجتماعية نحو كبار السن .والعمل على استمرارية دمج كبار السن في محيطهم الاجتماعي عن طريق توفير اماكن خاصة بالنشاطات الترفيهية النهارية لهم من خلال التحاقهم بالنوادي التي تقدم خدمات نهارية للمسنسين تساعدهم عل قضاء اوقات فراغهم بشكل مفيد يعزز من اتجاهات الحياة لديهم، اما المسنين ممن يحتاجون الى الرعاية الايوائية بسبب الظروف الاجتماعية او الصحية او الاقتصادية لهم فهؤلاء يحظون برعاية متكاملة في مؤسسات رعاية المسنين البالغ عددها عشر مؤسسات.
وحول الخطط المستقبلية لرعاية كبار السن في ضوء التوقعات الاحصائية التي تشير الى ان نسبة المسنين في المجتمع الاردني ستبلغ 7.2% من اجمالي عدد السكان عام 2020 بينت الوزيرة ان هناك مجموعه من الخطط الوطنية التي تتميز بتعدد نشاطاتها وفعالياتها في مجال خدمة المسنين اهمهما الاستراتيجية الوطنية لكبار السن للاعوام 2008/2010 التي يؤكد على حماية المسنين من العنف ووضع التشريعات الداعمة لحقوقهم وتوفير البيئة الامنه لرعايتهم وتركز ايضا على التمكين الاقتصادي والنفشسي والاجتماعي لهم اضافة الى ايجاد قاعدة بياناهت وطنية خاصة بالمسنين وتعزيز ذلك كله بالدراسات العلمية حول المسنين واوضاعهم لزياد فاعلية التخطيط المستقبلي لاحتياجاتهم، اضافة الى تشجيع الرعاية المنزلية للمسنين حيث يعمل المجلس التمريضي الاردني على وضع تعليمات وشروط الرعاية المنزلية للمسنين لجعل الخدمات وفق معايير مقننه ومقبولة انسانيا واجتماعيا ومستجيبة لحاجات المسنين .ومما يجدر الاشارة اليه انه يوجد في المملكة سبع نوادي نهارية للمسنين تقدم خدمات نهارية مختلفة لمرتاديها، وعشر من المؤسسات الرعاية تقدم خدماتها ل328 مسنا ومسنه، وهي كافية لنسب الالتحاق الحالية وتغطي المتوقع في الزيادة لسنوات عدة قادمة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق